الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية الدكتور محمد الهاشمي الحامدي: هذا رأيي في المواقع الإباحية وجهاد النكاح والكتاب الأسود وتقارب النداء والنهضة

نشر في  28 ماي 2014  (12:12)

أتوقع فوزا سهلا في الإنتخابات الرئاسية المقبلة لأن برنامجي هو ما تحتاجه تونس اليوم ولا يوجد أفضل منه.

مساءلة وزيرة السياحة من صميم التقاليد الديمقراطية، والتيارات الإسلامية جزء من التركيبة السياسية في المجتمعات العربية


الترويكا تجاهلت الفقراء والشبان الذين فجروا الثورة، وأهانت أصوات مئات الآلاف من التونسيين

أرفع الورقة الحمراء في وجه القناة الوطنية لأنها ظلمتني 

كل من يدعو الى الإنقلاب، أو يحرض على الكراهية بين التونسيين يجب إدخاله إلى غرفة العناية المركّزة

استعمال المساجد للدعاية الحزبية خطر على وحدتنا الروحية، وأدعو الغنوشي الى الترشح للانتخابات الرئاسية

نستضيف اليوم الدكتور محمد الهاشمي الحامدي مؤسس ورئيس تيار المحبة في حوار تحدّث فيه عن برنامجه الإنتخابي للرّئاسية وأكّد فيه أنه سيحقّق «فوزا سهلا» في السباق نحو قصر قرطاج، كما جدّد ضيفنا في هذا اللقاء لومه ونقده للتلفزة التونسية التّي اتهمها بتجاهله وتغييبه عن برامجها وهو الفائز ب 28 مقعدا في البرلمان في الانتخابات الفارطة.. وتطرّقنا في حديثنا معه إلى العديد من المواضيع التي لها علاقة بالشأن العام على غرار تسفير الشباب التونسي إلى سوريا للجهاد واستغلال منابر المساجد للحملات الدعائية السياسية والأخطاء التي ارتكبتها الترويكا وأدّت إلى خروجها من الحكم، إلى جانب نقاط ومحاور أخرى ندعوكم لاكتشافها في هذا الحوار..


 كيف تقيّم المشهد السياسي في تونس بعد خروج «الترويكا من الحكم»؟
ـ نحن في مرحلة انتقالية، فيها نواقص، غير أن الوضع في تونس بشكل عام أفضل من أوضاع دول شقيقة حصلت فيها ثورات مماثلة لثورتنا وهي اليوم تتخبط في الفوضى أو ربما عادت الى الديكتاتورية العسكرية.
 ما هذه النقائص وهل كان بالإمكان تلافيها؟
ـ الأوضاع الإجتماعية صعبة. المعيشة غالية. المطالب الإجتماعية للثورة لم تتحقق  بعد. غير أننا عندما نرى ما يجري في ليبيا اليوم، أو في مصر، نحمد الله عل فضله، ونقول: امام التونسيين فرصة للإصلاح والتغيير في الإنتخابات المقبلة.
 برأيك، ماهي الأخطاء التي وقعت فيها «الترويكا» وتسببت في خروجها من الحكم؟
ـ تجاهل مطالب الفقراء والشبان الذين فجروا الثورة، والغرور، وإهانة أصوات مئات الآلاف من التونسيين الذين أيدوا تيار المحبة والسكوت على الغارة على قوائمهم وإقصائهم سياسيا وإعلاميا. الظلم مرتعه وخيم.
 هل تشاطر رأي مع من يحمّل «الترويكا» مسؤولية إفلاس البلاد وتحويلها إلى كعكة «قاطو» وقع تقسيمها  بينهم في المناصب والوظائف والإدارات والسفارات والولايات؟
ـ تسييس وتحزيب الإدارة العمومية خطأ كبير بالفعل. وكذلك تجاهل مطالب الفقراء والعاطلين عن العمل، واستخدام الرش في سليانة والعنف في وجه مظاهرات 9 أفريل 2012. وتسليم البغدادي المحمودي. وإهمال جرحى الثورة وعائلات الشهداء. وأخطاء أخرى بسبب قلة الخبرة، والغرور، وأمور أخرى
 تحدّثت عن الغرور، هل يعني ذلك أن المناصب والكراسي غيّرت سلوك وتصرّفات وربّما قناعات قيادات النهضة التي كانت تحكم البلاد؟
ـ هذا من معاني الغرور. وأخطر تجليات الغرور كانت في تجاهل أصوات سيدي بوزيد والقصرين وقفصة وبنزرت والقيروان وصفاقس وبقية ولايات الجمهورية التي أيدت القوائم الإنتخابية التي رشحتها وفازت في انتخابات 2011.
 من يتحمّل مسؤولية انتشار الإرهاب، وهل لغياب الرغبة السياسية من الحكومتين السابقتين لمقاومته دور في ارتفاع وتيرته ونسقه وخطره؟
ـ هناك تقصير من الحكومتين السابقتين دون شك. ومن جهة أخرى يجب أن نعرف أن مواجهة الإرهاب ليست مسؤولية الحكومة فقط، بل مسؤلية الإعلام أيضا بوجه خاص وكل من له تأثير أدبي في المجتمع.
 لكن هذه مسؤولية الحكّم والسلطة بدرجة أولى، ومع ذلك لولا الإعلام الذي كشف تستّر السياسيين عن الإرهاب  وتحرّكات الإرهابيين  وخطرهم لحصلت الطامة الكبرى؟!
ـ لو كنت أرى أن الحكومتين السابقتين نجحتا في إدارة هذا الملف وبقية شؤون البلاد لكنت اليوم مناصرا لهما وداعية للتجديد للترويكا. أنا أقدم بديلا للتونسيين، أعرضه عليهم، وهم أصحاب القرار.
 ما هو موقفك من الجهاد في سوريا ومن تشجيع الشباب التونسي للذهاب إلى هناك؟
ـ أعلنت رأيي مرات كثيرة، وقلت أن قدوم المقاتلين الأجانب ألحق أضرارا جسيمة بالثورة السورية ومشروعيتها الأخلاقية. أكبر ضربة سياسية وأخلاقية لحقت بأشواق الشعب السوري للحرية والديمقراطية جاءت من  القاعدة وفروعها، وتنظيم داعش. دخول هذه التنظيمات مدد في عمر نظام قمعي شمولي يقصف شعبه يوميا ببراميل النار. القاعدة و تفرعاتها، وتنظيم داعش نكبة كبرى على الشعب السوري، وعلى الإسلام والمسلمين، وأنصح الشباب التونسي بأن لا ينخدع بدعاية هذه التنظيمات أبدا ويحتاط منها ويرفضها رفضا قطعيا.
 ألم يلحق ذلك أيضاً ضررا كبيرا بسمعة تونس ونظرة المجتمع الدولي إليها وإلى شبابها؟
ـ يجب أن تتحد جهود الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني والعلماء لحفظ الشباب التونسي من التطرف والإرهاب. هذا هو الدرس الذي يجب أن نتعلمه. ومن أهم أدوات الحرب على الإرهاب تشغيل الشباب، ومكافحة الفقر والبطالة، وإلغاء الحاجة الى قوارب الموت.
 كيف تقبّلت خبر سفر فتيات تونسيات إلى سوريا بهدف «جهاد النكاح»، وهل أساء ذلك إلى تونس وصورة المرأة التونسية في الغرب؟
قرأت أن صحفا غربية كذبت وجود ما سمي بجهاد النكاح وأوضحت أنه كان دعاية ملفقة من النظام السوري الذي يرفض أن يكون للشعب السوري حقه في اختيار حكامه بالإنتخابات، وحقه في حرية التعبير والتنظم كما للشعب التونسي اليوم مثلا. وعلى كل حال إذا وجدت هذه الظاهرة فهي دعارة وليست جهادا.
 هل تصدّق الصحف الغربية وتكذّب وزير الداخلية الذي كشف عن الأرقام وتحدّث عن النساء التونسيات الحوامل اللاتي ذهبـن إلى هناك وهو ما أكدته أيضاً منظمات وجمعيات نسائية إستقبلت عددا من العائدات من جهاد النكاح في سوريا؟
ـ قلت لك: إذا وجدت هذه الظاهرة فهي دعارة وليست جهادا. أخبرني إذا نشرت  صحيفتكم حوارا مع إحدى العائدات من جهاد النكاح لأستدل به في تصريحاتي المقبلة.
 رأيك في التقارير الأخيرة التي تشير إلى ارتفاع نسبة إقبال التونسيين على شرب الكحول والتدخين والإدمان على المخدرات؟
ـ خبر محزن للغاية. قرأت قبل فترة أن خطر المشروبات الكحولية على صحة الإنسان يفوق خطر المخدرات. من أجل التنمية يحتاج أي مجتمع في العالم الي عقول متحررة من تأثير المخدرات.
 لم أسألك دكتور لمعرفة رأيك في خطر المخدرات على صحة الإنسان، بل في ارتفاع عدد التونسيين المدمنين عليها.. ماهي أسباب وتداعيات الظاهرة؟
ـ الفقر أولا، ثم غياب التوعية الإعلامية بأخطار المخدرات، وضعف الإعلام الديني أيضا.
 وماذا تقول عن الأرقام الخاصة بالإنتحار التي وصلت إلى معدل 20 حالة شهريا حسب آخر الإحصائيات؟
ـ أين الإعلام الديني الذي يبصّر الناس بحرمة الإنتحار، وبحرمة اليأس والقنوط، ويبث فيهم الأمل حتى في أسوأ الظروف؟ وأين دور الفنانين والشعراء والكتاب والأدباء والقيادة السياسية في التصدي لهذه الظاهرة؟
 والسلطة الحاكمة ألا تتحمّل مسؤولية في ذلك؟!
ـ عليك أن تنتظر قيام حكومة تيار المحبة بعد الإنتخابات لتطبق نظام الصحة المجانية ومنحة البحث عن عمل والتنقل المجاني للمسنين وديوان المظالم وصندوق التنمية والتشغيل. العدالة الإجتماعية من أهم أسباب مكافحة ظاهرتي الإنتحار والإكتئاب.
 أكدت دراسة غربية نشرت مؤخراً أن الشعب التونسي من أكثر الشعوب كآبة في العالم، ما تعليقك؟
ـ هذه مشكلة أعرف حلها. الحل يتمثل في التمسك بهدي المصطفى صلى الله عليه وسلم القائل: «عجبا لأمر المؤمن. إن أمره كله خير وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن ، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له».
  عبّرت عن نيتك الترشح للانتخابات الرئاسية، على ماذا تعوّل، ومن يقف وراءك،  ومالذي تخشاه؟
ـ في انتخابات 2011 أيد مئات الآلاف من التونسيين ترشيحي الى رئاسة الجمهورية. كان ذلك مثبتا ومدونا في البرنامج الإنتخابي للقوائم التي رشحتها. أنا أترشح لأمثل هؤلاء الناس، وهم سندي بعد الله عز وجل. أترشح لتطبيق نظام الصحة المجانية، ومنحة البحث عن عمل، والتنقل المجاني للمتقاعدين، والسعي لاعتماد الإسلام مصدرا أساسيا للتشريع، وتأسيس مؤسسة القيروان للسيرة النبوية ومدينة القصرين للعلوم والتقنية، وأقبل بالنتيجة طالما كانت الإنتخابات حرة ونزيهة.
 يعني أنك ستقدم على تغيير الدستور لتكون الشريعة الإسلامية مصدرا للحكم؟
إذا حصلنا على الأغلبية اللازمة لتطوير الدستور بحيث يشمل اعتماد الإسلام مصدرا أساسيا للتشريع فسنفعل ذلك من خلال الآليات التي وضعها الدستور لتنقيح الدستور. الشعب هو صاحب القرار.
 هل تعتقد أن مشاكل الشعب التونسي متوقّفة على تأسيس مؤسسة القيروان للسيرة النبوية ومدينة القصرين للعلوم والتقنية والتنقل المجاني للمسنّين رغم أهميتهم طبعا؟!
ـ هل تقبل أن يحرم مليون تونسي من أبناء وبنات وطنك من دفتر معالجة بسبب الفقر؟ هل تقبل أن نتخلى عن حوالي مليون عاطل عن العمل لا يملك أحدهم ثمن قهوة أو معلوم التنقل من مكثر إلى سليانة؟ هل تقبل أن تجد تونسيا في السبعين، لا يجد ما يتنقل به من الملاسين الى وسط العاصمة لمقابلة الطبيب بسبب الفقر؟ ربما ترى هذه الأمور غير مهمة، أما أنا فأعتبر أنها أهم أسباب ثورة 17 ديسمبر، وأنها من أساسيات حقوق الإنسان.  وإذا فوضني الشعب للحكم فسأصحح الأوضاع وأقيم العدل بعون الله.
 وماذا عن مؤسسة القيروان للسيرة النبوية ومدينة القصرين للعلوم والتقنية؟
ـ من أجل محاربة التطرف يجب أن ننشر فكرا إسلاميا مستنيرا. وهذا ما ستقوم به مؤسسة القيروان. ومن أجل زيادة موارد الدولة يجب ان نستثمر في العلوم والتقنية. دخل شركة سامسونغ في كوريا أكثر من ميزانية تونس بعشرة أضعاف. لذلك أريد تأسيس مدينة القصرين للعلوم والتقنية. أفكر في شروط التقدم والتنمية وزيادة الثروة الوطنية، ولا تقدم ولا تنمية ولا زيادة في الثروة الوطنية من دون العلم.
 أبديت تخوفك  من العودة إلى تونس وأشرت إلى أنك لا تُؤمّن على نفسك من الإغتيال بعد عمليتي إغتيال الشهيدين بلعيد والبراهمي، فهل أنت مستهدف، وهل هناك من يريد تصفيتك؟
ـ قتل زعيمان سياسيان العام الماضي غيلة وغدرا. وفي العام الماضي ايضا قتل ابن شقيقتي في سيدي بوزيد وإلى اليوم لا نعرف من قتله.  الحذر واجب.
 يعني أن خشيتك من الموت هي سبب من أسباب عدم عودتك إلى تونس؟
ـ أتخذ احتياطات ضرورية، وأعرف أنني أتقلب في أقدار الله سبحانه وهي نافذة. أسأله تعالى أن يشملني وإياك وقراء هذا الحوار بستره وعافيته في كل حين.
 طيب، من له المصلحة في اغتيالك؟
ـ من كان صاحب المصلحة في اغتيال ابن شقيقتي سيدي بوزيد والحاج البراهمي رحمه الله؟
 قلت في نفس الإطار إن الظروف المناسبة لعودتك  ليست متوفرة، وأنك ستعود  بعد فوزك في الإنتخابات الرئاسية المقبلة، هل إلى هذه الدرجة واثق من الفوز بالرئاسة؟
أرجح أنك لم تكن تصدقني، مثل كثيرين، عندما كنت أتوقع فوزا كبيرا في انتخابات 2011. وقد فزت ب28 مقعدا بالفعل. هذه المرة أتوقع فوزا سهلا في الإنتخابات الرئاسية المقبلة لأن برنامجي هو ما تحتاجه تونس اليوم. فكر في الأمر بهدوء واسأل نفسك: هل يوجد برنامج أفضل منه، وخاصة للفقراء والشباب والمتقاعدين والفلاحين والمتعلقين بالنص على المرجعية الإسلامية في الدستور؟
 تسعى دائماً للظهور بمظهر المظلوم وتتحدّث عن الإقصاء والاحتقار والكراهية التي يكنّها لك -حسب ما تقول- إخوة لك في الدين والوطن، من احتقرك ولماذا يحتقرونك وهل صحيح أنك تستعمل ذلك لاستعطاف الناس وكسب ودّهم وتضامنهم؟
ـ لا أخترع الوقائع. أنا مظلوم بالفعل. الترويكا تعاملت مع قادة التجمع وقادة اليسار، ورفضت مجرد الحوار معي والناخبين الذين أمثلهم. هل تقبل أن الفائز ب28 مقعدا في البرلمان لا يستضاف ولو مرة واحدة في القناة الوطنية لبلاده، والتي يمولها أنصاره كجزء من الشعب التونسي؟
 لنسمّي الأشياء بأسمائها، من يريد إقصاءك ومن له مصلحة في ذلك؟
إذا استطعت أن تعرف لماذا لم تستضف التلفزة الوطنية زعيم التيار الفائز بالمركز الثالث في انتخابات 2011 ولو مرة واحدة، ولماذا لم يستنكر أي حزب في البلاد هذا الإقصاء، ولا اتحاد الشغل، فستصل للجواب بسهولة تامة.
  بماذا تردّ  على من يصف تيار المحبة ب «تيّار كل شيء ببلاش» في إشارة إلى وعودك الخاصة بدعم العاطلين والنقل المجاني للمسنّين وغيرها من الوعود؟
ـ أقول له: زر موقعي في الانترنات www.alhachimi.net واطلع على التكلفة الجملية لبرنامج الصحة المجانية ومنحة البحث عن عمل والتنقل المجاني للمتقاعدين. هي 2 مليار دينار فقط من ميزانية جملية قدرها 28 مليار. سنزيد الضرائب على الأغنياء، ونخفف الأعباء على الفقراء. أقول له: إنني متخرج من جامعتي تونس ولندن، ولي خبرة عقود في الصحافة والسياسة. وأرقامي وحسابات دقيقة.
  اعتبرتم في تيار المحبة ان الدستور الجديد خطرا كبيرا على تونس وأسوأ بكثير من دستور 59، ووصفتموه بأنه دستور معاد للحقوق الإجتماعية للفقراء والمعطلين عن العمل، ومشرّع للغش والمتاجرة بأصوات الناخبين، كيف ذلك؟
ـ هذه التصريحات كانت أيام صياغة الدستور، تفاعلت تفاعلا حيا مع محطات التفاوض حول صياغة الدستور. بها استطعنا تحسين عدد من النصوص، مثل ادخال تاريخ 17 ديسمبر في التوطئة، تاريخ الثورة، والنص على تجريم المس من المقدسات. ولم نستطع ادخال فصول تضمن الحق في الصحة المجانية والمساعدة الإجتماعية للعاطلين عن العمل واعتماد الإسلام مصدرا للتشريع. هذه أهداف سنعمل من أجلها في المستقبل. نحن صوّتنا ضد الدستور غير أننا نحترمه ونعمل في إطاره.
 رأيك في السياسيين التونسيين الذين يُغيّرون أحزابهم مثلما يغيّرون ملابسهم ويرفعون شعار «كل شيء بأجره و»ثوابه»؟
ـ ألفت عنايتهم بشطر الثاني من هذا البيت للمتنبي:
شر البلاد مكان لا صديق به
وشر ما يكسب الانسان ما يصم
  رأيك في مساءلة وزيرة السياحة على خلفية السماح لإسرائيليين بدخول تونس؟
ـ أمر من صميم التقاليد الديمقراطية. نواب تيار المحبة أيدوا المساءلة.
  فشل النهضة في حكم البلاد، هل هو فشل التيارات والأنظمة الإسلامية في التعاطي مع الشأن السياسي وتسيير الدول؟
ـ التيارات الإسلامية جزء من التركيبة السياسية في المجتمعات العربية. هذه التيارات وغيرها تحتاج الى التعلم من أخطائها وتحسين ادائها. لا أحد يملك العصمة. والديمقراطية تحتاج وقتا لتترسخ في مجتمعاتنا.
 رأيك في ما قاله النائب  محمود البارودي الذي طالب بغلق مؤسسة الرئاسة وإخراج المرزوقي من القصر؟
ـ الإنتخابات قريبة. أنا رفعت شعارا في تونس ومصر والديمقراطيات العربية الناشئة: «بالإنتخاب لا بالإنقلاب». هذا هو الحل الشرعي الوحيد لمن يرغب  في التغيير ويؤمن بالديمقراطية.
 أين أخفق محمد المنصف المرزوقي ومالذي يمكن أن تُعيبه عليه؟
ـ لم ألتق به ولم أتحدث إليه طيلة السنوات القليلة الماضية، والأفضل أن أتريث في الجواب على هذا السؤال.
 لكن المفروض كرجل سياسة يرشّح نفسه للانتخابات الرئاسية أن يعطي رأيه بصراحة ويكون موقفه واضحا من بعض القضايا والشخصيات السياسية لا أن تكون أجوبته ديبلوماسية فوق اللّزوم!
ـ ربما. مع ذلك أفضل التريث اليوم، ولعل الفرصة تتاح لجواب أوسع مستقبلا إن شاء الله.
 رأيك في الكتاب الأسود؟
ـ عمل متسرع.
  بماذا تعلّق على ما قاله النائب المنجي الرحوي في أن المجلس التأسيسي يجب أن يرحل وأن نوابه طماعون وجشعون؟
ـ المجلس التأسيسي جاء بالإنتخاب ويرحل بالإنتخاب. هذه هي الديمقراطية، وبديلها الفوضى وعودة الديكتاتورية
  رأيك في مصطفى بن جعفر،  وما هي الأخطاء التي ارتكبها؟
ـ أخطاء الترويكا أخطاؤه. هو شريك أساسي فيها.
 الباجي قائد السبسي يحتل طليعة استطلاعات الرأي بخصوص الشخصية التي سيصوّت لها التونسيون لو أجريت انتخابات رئاسية، ما هو تعليقك وهل تخشى المنافسة معه؟
ـ استطلاعات الرأي تجاهلتني بشكل مطلق عام 2011 ثم فزت رغما عنها ب28 مقعدا. يجب أن لا يهتم أحد في تونس بهذه الإستطلاعات. الشعب هو من يقرر مصيره ويختار رئيسه وممثليه في مجلس نواب الشعب، ونتائج الإنتخابات هي الإستطلاعات الحقيقية. في الوقت الحالي، أعتقد أنني المرشح الأوفر حظا للفوز في الإنتخابات الرئاسية، والله تعالى أعلم.
   كيف تقرأ التقارب بين النداء والنهضة؟
ـ كل واحد يرقد على الجنب اللي يريحو. هم أحرار.
  موقفك من استعمال المساجد للحملات الانتخابية؟
ـ خطر على المساجد وعلى وحدتنا الروحية. ربنا عز وجل يقول: «وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا».
 رسالة تريد توجيهها إلى راشد الغنوشي!
ـ أدعوه  الى الترشح للإنتخابات الرئاسية. ترشحه سيجعل الإنتخابات أكثر تعبيرا عن تنوع المجتمع التونسي.
وهل أنت قادر على التغلّب عليه في الانتخابات الرّئاسية لو ترشّح إليها؟
إذا ترشح فهو سينافس المرزوقي والسبسي والشابي وبن جعفر والهمامي وآخرون غيري. وإذا فاز فسيلقى مني التهنئة الصادقة والدعاء بالتوفيق، هو أو أي رئيس آخر يختاره الشعب. المهم أن نحافظ على الديمقراطية ونحترم إرادة الشعب، ولا يتكرر عندنا ما جرى في مصر.
  ورقة حمراء، في وجه من ترفعها؟
ـ إدارة التلفزة الوطنية بقناتيها الأولى والثانية. إلى متى تظلمونني وتحولون بيني وبين الشعب التونسي؟ أقسم لكم بالله أنني تونسي، ومن مواليد سيدي بوزيد، وأن القوائم التي رشحتها في انتخابات 2011 فازت ب28 مقعدا.
  لو كنت طبيبا، من تُدخل للعناية المركّزة ويحتاج إليها؟
ـ كل من يدعو للإنقلاب، أو يحرض على الكراهية بين التونسيين.
  رأيك في القصّاص، وهل تقبل أن يكون رئيساً على إحدى قائماتك في الانتخابات التشريعية؟
ـ هذا أمر أحيله للأخ سعيد الخرشوفي رئيس فريق نواب تيار المحبة في المجلس التأسيسي.
 لكننا نريد أن نعرف رأيك في النائب المذكور، هل ترى أن  له مكاناً في تيار المحبة؟
ـ أكتفي بالجواب السابق. المعذرة.
 ما هي الأغنية التي ستغنّيها في المباشر لو فزت بالإنتخابات؟
ـ صلي على سيد النبي 2000 صلاة ما تكفي، أجمل أغاني شكري بوزيان.
  شيء ندمت عليه؟
اللي فات مات. استغفر الله العظيم لي ولجميع التونسيين وأتوب إليه، إنه عفو كريم.
  كأنك تحاول التنصّل من أخطائك، لماذا لا تعترف بها وتكون صريحا مع نفسك ومع من تريده أن يضع ثقته في شخصك؟
ـ ليس منا أحد معصوم. هذا ما أردت قوله. وبالمختصر المفيد: أنا تونسي حرم من وطنه منذ 28 سنة، يرفض الإستسلام لقسوة المنفى الطويل، ويحاول أن يخدم بلاده برأي أو نصيحة.
 شخص لا تريد رؤيته؟
أفضل أن ألزم نفسي بقول الله تعالى: «وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ».
  إنسان ظلمته وتريد أن تعتذر منه؟
ـ لا أبالغ ولا أزكي نفسي، إنما أؤكد لك أنه ليس في طبعي ظلم أوغطرسة. وتعلمت في قناة المستقلة أن أكفل حق الرد لأي شخص أخطأت في حقه.
 مطربك المفضل في تونس؟
غادرت تونس قي ربيع 1986. منذ ذلك الوقت أعيش خارجها. المطربون الذين أحبهم من أعلام تلك الفترة.
 على غرار من؟
ـ في تلك الفترة نشأت على أصوات محمد الجموسي وعلي الرياحي ويوسف التميمي عليهم رحمة الله.
 وفي الوطن العربي من يطربك؟
صاحب «وحياة قلبي وأفراحه»، ومنافسه صاحب «ميتى أشوفك يا غايب على عيني». أقصد عبد الحليم حافظ ومحمد رشدي رحمهما الله، ونجوم آخرون من ذلك الزمن الرومنسي.
  فريقك المفضل بعد المنتخب الوطني؟
ـ قبل مغادرة تونس كنت أشجع النادي الإفريقي. وطيلة فترة المنفى أشجع الإفريقي أو الترجي أو الصفاقسي أو النجم أو البنزرتي وكل فريق تونسي يفوز بلقب إفريقي.
 هل ستشجع الرياضة إذا ما انتخبت رئيسا؟
ـ مؤكد، بحول الله. الرياضة أحب لي من السياسة بكثير.
 والفن؟
ـ مؤكد. قابلت المخرج العالمي مصطفى العقاد قبل استشهاده رحمه الله، وبقي في ذاكرتي. كان مشروعه الكبير قبل استشهاده إنتاج فيلم عن صلاح الدين الأيوبي محرر بيت المقدس. سأحاول أن أحقق له حلمه بعون الله من خلال حث الفنانين التونسيين والعرب على إنتاج هذا الفيلم.
 وهل ستغلق المواقع الإباحية؟
ـ هذه من سلطات البرلمان. ما أتعهد به هو تشجيع الشباب التونسي على حب العلوم والمعارف، والتحلي بمكارم الأخلاق، والتعلق بصعود الجبال لا العيش بين الحفر.
 رسالة خاصة جدا، لمن ترسلها؟
ـ ما دامت خاصة جدا فأفضل أن أرسلها لمن يهمه الأمر ب «اس ام اس» أو «واتساب»!!

أجرى الحوار: عادل بوهلال